فيلم : The Voyeurs 2021

فيلم : The Voyeurs 2021 | تشريح عميق للإثارة والفضول في العصر الرقمي



يُعدّ فيلم "The Voyeurs" لعام 2021 عملاً سينمائياً يغوص في أعماق النفس البشرية من خلال عدسة المراقبة والفضول المفرط، مقدماً إثارة نفسية معاصرة تتجاوز حدود النوع التقليدي. يتناول الفيلم فكرة التلصص كنزعة متأصلة في الإنسان، لكنه يضيف إليها طبقةً جديدةً من التعقيد تتواءم مع قلق العصر الرقمي حيث تتداخل الخطوط بين الخصوصية والعرض العام.

ويُمكن تلخيص جوهر الفيلم في سؤال واحد: "هل من المقبول أن تشاهد؟"، وهو سؤالٌ لا يطرحه على شخصياته فقط، بل على المشاهدين أيضاً، ويجبرهم على إعادة التفكير في سلوكياتهم اليومية في عالمٍ أصبحت فيه النوافذ الرقمية مفتوحةً على مصراعيها.  

بطاقة العمل

يُمكن تلخيص المعلومات الفنية الأساسية للفيلم في الجدول التالي:

🎞️العنوان

The Voyeurs  

📅سنة الإصدار

2021  

🌍البلد / اللغة

الولايات المتحدة / الإنجليزية  

🎬الإخراج

مايكل موهان (Michael Mohan)  

🖋️السيناريو

مايكل موهان (Michael Mohan)  

🎭البطولة

سيدني سويني، جستس سميث، بن هاردي، ناتاشا ليو بورديزو  

⌛المدة

116 دقيقة  

🎭التصنيف

إثارة، دراما، غموض  

شاهد المقطع الترويجي للفيلم:



نبذة عن القصة (مع حرق الأحداث)

ينتقل الشابان بيبا (سيدني سويني) وتوماس (جستس سميث) إلى شقة أحلامهما في مونتريال، حيث يفاجآن بأن نافذة غرفة معيشتهما تطل مباشرةً على منزل زوجين جذابين، وهما المصور سيباستيان (بن هاردي) والممثلة جوليا (ناتاشا ليو بورديزو). يعيش الزوجان حياةً مثيرةً ومُعرضةً بشكلٍ علني، حيث لا يضعان ستائر على نوافذهما، مما يسمح لبيبا وتوماس بمشاهدة كل تفاصيل حياتهما اليومية الحميمة.  

يبدأ ما كان مجرد فضولٍ بريء في التحول إلى هوسٍ مرضي. يشتري الثنائي منظاراً لمراقبة جيرانهما بشكلٍ أوضح، وتذهب بيبا إلى أبعد من ذلك عندما تستخدم جهاز ليزر للتنصت على محادثاتهما الخاصة، مما يؤدي إلى اكتشافها لخيانة سيباستيان لزوجته جوليا. هذا الاكتشاف يضع بيبا في صراعٍ مع توماس الذي يرى أن عليهما أن يتوقفا عن هذا السلوك، لكن بيبا تصر على التدخل، مما يتسبب في توترٍ كبيرٍ في علاقتهما.  

تتخذ الأحداث منعطفاً مأساوياً عندما تشهد بيبا ما يبدو أنه انتحار جوليا، وتغرق في شعورٍ بالذنب وتلوم نفسها على ما حدث. ينهار توماس بسبب هوس بيبا بالزوجين ويتركها. تظل بيبا المصدومة تتابع سيباستيان، وتنجرف في لحظة ضعفٍ للذهاب إلى شقته وممارسة الجنس معه، مما يزيد من شعورها بالذنب والارتباك.  

في ذروة الفيلم، يأتي الكشف الصادم: لم تكن جوليا ضحيةً بل شريكةً في خطةٍ معقدة. يتم الكشف عن أن سيباستيان وجوليا هما المالكان الحقيقيان لشقة بيبا وتوماس، وقد وضعا بنداً في عقد الإيجار يسمح لهما بتصويرهما سراً. كان كل ما حدث عبارة عن "مشروع فني" استعراضي ليوثق العلاقة بين المراقبين والمُراقبين. ويكتشف المشاهد أن الثنائي الشرير قتلا توماس عمداً عبر تسميم شرابه، وزيفا موته لجعله يبدو انتحاراً، وذلك لإضافة "عنصرٍ تراجيديٍ" إلى مشروعهما الفني.  

تدرك بيبا الحقيقة المروعة وتخطط لانتقامها. وباستخدام معرفتها كخبيرة في البصريات، تستدرج سيباستيان وجوليا، وتُخدرهما، ثم تعميهما بشكلٍ دائمٍ باستخدام آلة جراحة الليزك. وينتهي الفيلم بسيباستيان وجوليا وهما أعميان، يتم مراقبتهما الآن من قبل زوجين جديدين انتقلا إلى شقة بيبا القديمة، والتي تراقبهما بدورها من بعيد عبر منظارها قبل أن تتركه وتغادر، في إشارةٍ إلى أنها قد تحررت من هذا الهوس.  

النقاط الإيجابية

يتميز فيلم "The Voyeurs" بالعديد من الجوانب الفنية التي تبرز كقوةٍ حقيقيةٍ في العمل، وتساهم في خلق تجربةٍ مشاهدةٍ مثيرةٍ ومُرضية، حتى مع وجود بعض نقاط الضعف في الحبكة.

الأداء التمثيلي: يُعد أداء الممثلة سيدني سويني في دور بيبا هو النقطة الأبرز في الفيلم، حيث نجحت ببراعةٍ في تجسيد شخصيةٍ معقدةٍ تتأرجح بين الضعف والقوة. لقد نقلت سويني تحولات بيبا النفسية من فتاةٍ بسيطةٍ وفضولية إلى شخصيةٍ مسكونةٍ بالهوس ثم مدفوعةٍ بالانتقام، مما يجعل المشاهد يتعاطف معها رغم قراراتها المتهورة. كما قدم جستس سميث أداءً مقنعاً في دور توماس، الشريك الأكثر عقلانيةً، مما خلق انسجاماً وتوازناً بين الشخصيتين الرئيسيتين. ويُثنى أيضاً على أداء بن هاردي وناتاشا ليو بورديزو، اللذين جسدا ببراعةٍ دور الزوجين المثيرين والمراوغين، وأضفيا على القصة جواً من الإغراء والغموض.  

الإخراج والتصوير: يبرع المخرج مايكل موهان في توظيف الأدوات السينمائية لخدمة ثيمة الفيلم. فالتصوير السينمائي للمصور إليشا كريستيان كان استثنائياً، حيث استخدم بذكاءٍ المرايا والانعكاسات وزوايا الكاميرا التي تضع المشاهد في موقع "المتجسس" وتجعله يشعر بالتوتر والفضول. كما أن موهان تمكن من إعادة إحياء نوع "الإثارة الجنسية" الذي ساد في التسعينيات بأسلوبٍ عصري وأنيق، مستلهماً من أعمال كلاسيكية مثل "Rear Window" و"Body Double" مع إضافة لمسةٍ جديدة تتناسب مع زمننا.  

الموسيقى التصويرية: لعبت الموسيقى التصويرية التي ألفها ويل بيتس دوراً محورياً في بناء أجواء الفيلم المتوترة. فقد نجحت النغمات في رفع مستوى الإثارة النفسية، خصوصاً في اللحظات الحاسمة، وأضافت عمقاً للأحداث. وعلى الرغم من أن بعض المراجعات انتقدت استخدامها في بعض الأحيان لاعتراضها اللحظات العاطفية المهمة، إلا أن فعاليتها في خلق حالةٍ من الترقب لا يُمكن إنكارها.  

الفكرة أو الطرح الفلسفي: يتجاوز الفيلم كونه مجرد قصة إثارة عادية ليقدم طرحاً فلسفياً عميقاً حول حدود الخصوصية والفضول الإنساني. إنه لا يكتفي بعرض مخاطر التلصص، بل يعكس أيضاً كيف أن الرغبة في مشاهدة حياة الآخرين هي سمةٌ متأصلةٌ في عصرنا، ويقدمها كفعلٍ مُغرٍ ومُخيف في آنٍ واحد. الفيلم هو بمثابة مرآةٍ تعكس هوسنا بمحتوى الآخرين، وتدعونا للتساؤل حول مدى وعينا بما نستهلكه.  

النقاط السلبية (إن وُجدت)

على الرغم من جوانبه الإيجابية العديدة، إلا أن فيلم "The Voyeurs" لم يسلم من بعض الانتقادات التي أثرت على تجربته العامة، خاصةً فيما يتعلق بالحبكة والرسالة النهائية.

🚫 ضعف في الحبكة والواقعية: يُعتبر هذا الجانب هو نقطة الضعف الرئيسية في الفيلم. فبينما ينجح في النصف الأول في بناء إثارة مقنعة ومترابطة، ينهار المنطق في النصف الثاني عندما تبدأ التقلبات الدرامية غير المتوقعة في التوالي. فالأحداث مثل مقتل توماس كـ"عنصر تراجيدي" والمؤامرة الكبيرة التي دبرها سيباستيان وجوليا، تبدو "سخيفة" و"مبالغ فيها" وغير قابلة للتصديق، مما يفقد الفيلم مصداقيته ويجعله أقرب إلى "مسلسل درامي صبياني" منه إلى عمل إثارةٍ متماسك.  

🚫 بطء الرتم وضعف الحوارات: لاحظ بعض النقاد أن وتيرة الفيلم أصبحت بطيئةً في بعض الأجزاء، خاصةً مع ضعف الحوارات التي وصفها البعض بأنها "مبتذلة" و"طفولية" في بعض المشاهد. هذا الضعف أثر على جودة الأداء في بعض اللحظات وجعل بعض التفاعلات بين الشخصيات تبدو غير واقعية.  

🚫 غموض الرسالة النهائية: على الرغم من محاولة الفيلم تقديم رسالةٍ حول مخاطر الفضول، إلا أن النهاية تُعتبر مربكةً وتضعف هذه الرسالة بشكلٍ كبير. فبدلاً من أن تواجه بيبا عواقب أفعالها وتتعلم درساً قاسياً عن حدود التدخل في حياة الآخرين، فإن الكشف عن أن كل شيء كان مؤامرةً يرفع عنها مسؤولية قراراتها، مما يجعلها ضحيةً بدلاً من أن تكون شريكةً في الخطأ. هذا الغموض الأخلاقي يُخفف من تأثير القصة ويترك المشاهد حائراً حول الغاية الحقيقية من الفيلم.  

رأيي الشخصي

جميل و رائع قد يكون رأيي الشخصي عن فيلم "The Voyeurs" ملخصاً بعبارة "ممتع رغم عيوبه". لقد نجح الفيلم في اجتذابي من اللحظة الأولى بأسلوبه البصري الأنيق، وبدا لي أنه يعيد إحياء نوع سينمائي أحببته في التسعينيات. شعرت بالتوتر والفضول الذي شعرت به بيبا وتوماس، ووجدت نفسي متورطاً في قصتهما الملتوية. لقد جعلني أتساءل عن حدود الخصوصية في عصرنا، وكيف يمكن أن يتحول الفضول إلى هوس. ورغم أنني كنتُ أشعر بالانزعاج من بعض القرارات التي اتخذتها الشخصيات، ووجدُتُ أن القصة أصبحت "سخيفةً" قليلاً في النصف الثاني، إلا أن الفيلم نجح في أن يترك لدي شعوراً عميقاً بالضيق. فكرة أن تكون حياتنا مُراقبةً وأننا نوافق على ذلك دون علمنا هي فكرةٌ مرعبة، وقد تمكن الفيلم من زرع هذا الشعور في ذهني بشكلٍ فعال. إنه ليس فيلماً مثالياً، لكنه ينجح في خلق تجربةٍ تثير المشاعر وتدفع للتفكير، وهذا بحد ذاته نجاح.

التقييم النهائي

🌟تقييم CinemaLogos: 4.5 / 5 🎯 يستحق المشاهدة؟ أكيد! لمحبي أفلام الإثارة النفسية وغموض الحبكة المتقلبة.

فقرة إضافية

تحليل رمزي وفلسفي: النافذة كشاشة، والمراقب كمتابع

يُمكن النظر إلى فيلم "The Voyeurs" على أنه استعارةٌ ثقافيةٌ دقيقةٌ لواقعنا الرقمي، حيث تُصبح النافذة هي شاشة الهاتف أو الحاسوب، وتُصبح العلاقة بين بيبا وتوماس وجيرانهما هي انعكاساً للعلاقة بين المتابعين والمؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي. فسيباستيان وجوليا يُقدمان حياتهما كعرضٍ بصريٍ جذاب، تماماً كما يفعل المؤثرون الذين ينشرون صوراً وفيديوهاتٍ لحياتهم "المثالية" على إنستغرام وتيك توك. وبالمقابل، تُصبح بيبا وتوماس مستهلكين لهذا المحتوى، يراقبون بشراهةٍ ويقارنون حياتهم الخاصة بحياة "المؤثرين"، مما يشتت انتباههم عن مشاكلهم الحقيقية ويدفعهم نحو هوسٍ لا نهاية له.  

يكمل الفيلم هذه الاستعارة في نهاية القصة، عندما يتم الكشف عن أن سيباستيان وجوليا هما الملاّك الحقيقيون لشقة بيبا، وأنهما كانا يصورانهما سراً بموجب بندٍ في عقد الإيجار. هذه اللقطة هي تشبيهٌ رمزيٌ مباشرٌ لتجاربنا اليومية على الإنترنت. فنحن نوافق على "شروط الخدمة" الطويلة والمعقدة دون قراءتها، ونُسلم بياناتنا وخصوصيتنا طواعيةً دون وعيٍ كاملٍ بالتبعات، ليتم استغلالها لاحقاً لأغراضٍ نجهلها. الفيلم لا يدين التلصص فقط، بل يدين جهلنا وعجزنا عن حماية أنفسنا في عالمٍ أصبحت فيه الخصوصية سلعةً قابلةً للاستهلاك والبيع.  

مقارنة مع فيلم "Rear Window"

يُعتبر فيلم "Rear Window" (النافذة الخلفية) للمخرج ألفريد هيتشكوك هو الأب الروحي لأفلام المراقبة، وقد كانت المراقبة فيه تُعد فعلاً سلبياً ينبع من عجز البطل. لكن فيلم "The Voyeurs" يأتي كتحديثٍ جريءٍ لهذه الفكرة، حيث يقلب المعادلة رأساً على عقب. ففي "Rear Window"، كان البطل يراقب جيرانه للاشتباه في وجود جريمة، وكانت المراقبة هي الوسيلة الوحيدة لكشف الخطر الخارجي. أما في "The Voyeurs"، فإن المراقبة هي فعلٌ إيجابيٌ ومُتلذذٌ به من قبل الشخصيات الرئيسية، وهي في نفس الوقت تُستخدم ضدهم من قبل من يراقبونهم. الفيلم لا يتعلق بالخطر المحدق، بل بالتلذذ بالفضول والمراقبة كفعلٍ متأصل في شخصياتنا. هذا التباين يعكس تحولاً في قلقنا الجمعي، فبينما كان الخطر في الخمسينيات يأتي من شخصٍ غريبٍ يتربص بنا، أصبح اليوم يأتي من أنظمتنا الخاصة التي وافقنا على الانضمام إليها طواعيةً.  

دعوة للتفاعل

📌 وش رايكم في الفيلم؟ 📌 عطوني تقييماتكم في التعليقات 📌 وش تحبوا نراجع المرة الجاية؟

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال